المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» تُمكّن المُصنّعين العالميين بقدرات محلية

في قلب الشرق الأوسط، ترسم الإمارات العربية المتحدة مساراً اقتصادياً جديداً يجعل التصنيع محوراً أساسياً لمستقبلها الواعد.

بعدما كانت تُعرف بمخزونها النفطي الضخم في المقام الأول، تحولت الدولة إلى مركز اقتصادي حيوي ومتنوع. وبحلول عام 2024، وصل الناتج المحلي الإجمالي للإمارات العربية المتحدة إلى 1,776 مليار درهم إماراتي (483 مليار دولار)، مسجلاً نمواً قوياً بنسبة 4%. وأصبح التصنيع محركاً رئيسياً لهذا الزخم، إذ يمثل حالياً 13.5% من الاقتصاد غير النفطي — في إشارة قوية إلى النمو الصناعي للبلاد.

هذا التحول لم يمر مرور الكرام. فثقة المستثمرين في تصاعد، وأصبحت دبي الوجهة الأولى عالمياً لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في الأصول الجديدة. وخلال عام 2024 فقط، استقطبت المدينة نحو 52.3 مليار درهم إماراتي (14.24 مليار دولار) من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بزيادة 33.2% عن عام 2023. وتتدفق هذه الاستثمارات نحو قطاعات سريعة النمو مثل التقنيات المتقدمة، والصناعات الغذائية، والمعدات الصناعية، والسلع الاستهلاكية، مما يؤسس لاقتصاد مرن يقوده الابتكار.

الاستراتيجيات الوطنية: محرك التحول

تقود الاستراتيجيات الحكومية الطموحة والمستقبلية مسيرة التطور الصناعي في الإمارات العربية المتحدة، وتتضمن:

• مشروع 300 مليار: استراتيجية لزيادة الناتج المحلي الإجمالي الصناعي للإمارات العربية المتحدة إلى 300 مليار درهم إماراتي بحلول 2031. تدعم هذه المبادرة القيمة المحلية المضافة وتستقطب المصنّعين العالميين لإنشاء وتوسيع عملياتهم داخل الإمارات العربية المتحدة.
• اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPAs): وقعت الإمارات العربية المتحدة اتفاقيات مع 21 دولة —تشمل الهند وإندونيسيا وفيتنام وكوريا الجنوبية — وتجري مفاوضات مع 18 دولة أخرى. توفر هذه الاتفاقيات امتيازات الوصول إلى أسواق تغطي 20% من دول العالم، وتمثل 42% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
• أجندة دبي الاقتصادية (D33): تهدف إلى مضاعفة حجم التجارة الخارجية لتصل إلى 25.6 تريليون درهم إماراتي ورفع الاستثمارات الأجنبية المباشرة السنوية إلى 60 مليار درهم إماراتي، كما تقدم الأجندة حزم تحفيزية مصممة للمشاريع التحويلية وفقاً لمردودها الاقتصادي على دبي.

تعيد هذه المبادرات مجتمعة تعريف مكانة الإمارات العربية المتحدة العالمية — من بوابة للتجارة إلى مركز عالي القيمة للتصنيع والإنتاج.

المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا»: حيث يُبنى المستقبل

ضمن قصة صعود الإمارات العربية المتحدة كقوة صناعية عالمية، تبرز المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) كبيئة متكاملة مخصصة لتمكين المُصنّعين. هنا، تُنتج الشركات بإتقان، وتتوسع بثقة، وترتبط بالأسواق العالمية بسلاسة.

بموقعها الاستراتيجي المجاور لميناء جبل علي، توفر المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» وصولاً لا مثيل له إلى الأسواق العالمية، رابطةً الشركات بسلاسة مع إفريقيا وجنوب آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من المناطق.

اليوم، تجذب المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» نحو 75% من الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي في قطاعات التصنيع والتجارة والنقل. وهي موطن لأكثر من 700 مصنّع من أكثر من 70 دولة، يوظفون حوالي 60,000 متخصص — مما يؤكد دور المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» المحوري في تشكيل المستقبل الاقتصادي للمنطقة.

لماذا يختار المصنّعون المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا»؟

• تضمن سلاسل التوريد السّلسة وصول المواد والمكونات في موعدها المحدد بالضبط، مما يقلل التأخير والتوقف ويحافظ على استمرار الإنتاج بدقة وانتظام.
• مرافق مصممة خصيصاً للإنتاج الصناعي الخفيف توفر البيئة المثالية للابتكار والتوسع.
• شبكات اللوجستيات متعددة الوسائط تربط الأعمال بسلاسة عبر الممرات البحرية والبرية وممرات الشحن الجوي المرتبطة بالجمارك.
• توفر المزايا الضريبية في المنطقة الحرة حوافز مالية تعزز القدرة التنافسية.
• الوصول إلى التمويل منخفض الفائدة عبر شركاء مصرفيين موثوقين يساعد الشركات على الاستثمار والتوسع بثقة.
• دعم التراخيص الصناعية الوطنية يسهل العمليات ويعزز التكامل مع المنظومة الصناعية في دبي.

مثال واقعي: Eaton

لنأخذ إيتون كمثال، الشركة الأمريكية العالمية لإدارة الطاقة، والمصنفة ضمن قائمة Fortune 500. وتتميز بابتكاراتها في مجالات التقنيات الكهربائية والهيدروليكية والميكانيكية. وقد أبرمت إيتون شراكة مع المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» لإنشاء منشأة متقدمة للتصنيع والبحث والتطوير باستثمار 160 مليون دولار.

من المقرر إنجاز هذا المجمع الذي تتجاوز مساحته 500,000 قدم مربع في عام 2026، وسيضم مختبرات متطورة للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وتكنولوجيا الإنتاج المستدام. هذا استثمار جريء يبرهن على ما يمكن تحقيقه في المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا».

إذا كنت تفكر في العالمية، فالوقت مناسب للتصنيع محلياً — والمنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» هي نقطة البداية المثالية.